بوزلوم مرض عرق النَّسَا
ما هـو مــرض عرق النَّسَا
يعرف مرض عرق النَّسَا أو بوزلوم بوجود ألم في أحد الطرفين السفليين ابتداء من أسفل الظهر إلى أصابع القدم على امتداد المنطقة التي يغذيها العصـب الوركـي « le nerf sciatique »
ويخرج هذا العصب من بين الفقرات السفلي في الظهر وله وظيفتان الأولى حسية وتتمثل في الشعور بالألم والبرد والحرارة, والثانية حركية وتتجلى في تحريك عضلات الأطراف.
وعرق النَّسَا حالة مرضية كثيرة الانتشار، خصوصا بين سن الثلاثين والستين، ويصيب الرجل أكثر من المرأة ويحدث على أثر وجود ضغط أو شد على جذر العصبي الوركي. وله أسباب كثيرة.
ما هي أسبابه الشائعة
التمزق القرصي بشكل أهم اسبابه
يعتبر القرص بمثابة مطاط يفصل بين الفقرات. وتكمن مهمته في تسهيل الحركة بين الفقرات وامتصاص الصدمات، وهو يتكون من نواة لبية في الوسط تحيط بها حلقات من الألياف الصلبة. وابتداء من سن الثلاثين ومع تقدم العمر، يصاب القرص بنوع من الشيخوخة فيجف تدريجيا، وتتفتت نواته إلى جزيئات، كما تصاب حلقته بتشققات كثيرة.
وقد تؤدي بعض الحركات المرهقة للظهر إلى تسرب جزء من النواة في أحد شقوق الحلقة المحيطة به، فينتج عن ذلك ألم حاد في الظهر. وفي بعض الأحيان قد يبرز هذا الجزء داخل القناة الشوكية ويضغط على جذر العصب الوركي فينتج عنه مرض عرق النسا. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا التمزق القرصي يعبر عنه البعض بالإنزلاق الغضروفي.
ماهي أسبــابـه الأخــــــرى
من جملة الأسباب التي ينتج عنها عرق النَّسَا، نذكر :
- إصابة العمود الفقري ببعض الأورام (الحميدة والخبيثة)
- إصابة الفقرات ببعض الجراثيم (جراثيم عادية أو جراثيم مرض السل)
- وجود تضيق في القناة الشوكية
- وجود انزلاق بين الفقرات.
بماذا يشتكي المريض
عادة ما يكون المريض المصاب بعرق النسا قد تعرض من قبل لعدة نوبات من الآم الظهر، إلى أن يعاوده الألم مرة أخرى أثناء قيامه بأشغاله اليومية فيشعر بألم تزداد حدته مع أي مجهود وأحيانا بمجرد السعال أو العطس أو الضحك، وتقل وطأته عند الخلود إلى الراحة، إلا أن الألم لا يستقر هذه المرة في أسفل الظهر بل يمتد إلى أحد الطرفين السفليين وقد يصل إلى أصابع القدم مرورا بالورك والفخد والساق. كما يشعر المريض بتصلب في عضلات الظهر وعدم القدرة على تحريك جذعه الذي قد يكون مائلا إلى أحد الجانبين، وتزداد حدة الألم أثناء القيام والقعود والإنحناء وعلى إثر الأعمال التي تستوجب تحريك أسفل الظهر.
وقد يكون هذا الألم مصحوبا بتنمل أو اضطراب في وظيفة الحس أو الحركة في المناطق التي يغذيها العصب الوركي المصاب.
ماهي مضاعفات هذا المرض
في بعض الأحيان النادرة، يؤدي مرض عرق النَّسَا إلى ضعف كبير في عضلة الساق أو القدم بحيث لايستطيع المريض التحكم في رفع قدمه أو خفضها، كما يمكن ظهور اضطرابات في وظيفة الجهاز البولي أو المخرج بحيث لا يستطيع المريض التحكم في البول أو الغائط. وهذه الحالات النادرة تتطلب اللجوء إلى العلاج الجراحي.
كيف يتم تشخيص المرض
يعتمد الطبيب أولا على المعطيات السريرية وذلك باستكشاف مميزات الألم والفحص الدقيق للمريض. وقد يلجأ إلى الفحص بالأشعة العادية أو إلى بعض التحاليل المختبرية. وأما الفحوصات المكلفة (السكانير والرنين المغناطيسي) فلا يتم اللجوء إليها إلا في حالات نادرة وذلك عند الشك في احتمال وجود أسباب أخرى غير التمزق القرصي أو في حالة استعصاء الشفاء والتفكير في العلاج الجراحي.
ما هي طرق العلاج والوقاية
هناك عدة وسائل يجب على المريض اللجوء إليها، ومن أهمها الراحة لمدة قصيرة على فراش مريح وغير رخو وتناول الأدوية المسكنة للألم والأدوية المضادة للالتهاب، والعقاقير الملينة للعضلات.
ويجب التنبيه هنا إلى أن هذه الأدوية يجب أن تكون بإذن الطبيب وتحت مراقبته وذلك لمالها من أعراض وتأثيرات جانبية.
وفي بعض الحالات ينصح باستعمال الحزام الطبي لمدة قصيرة.
وحين يتماثل المريض للشفاء يمكن اللجوء إلى الترويض الطبي وتكون الغاية منه تقوية عضلات الظهر والبطن وعضلات الطرفين السفلين، وتعليم المريض الوضعية السليمة بالنسبة للحوض وأسفل الظهر، وتنبيهه للأوضاع المضرة بأسفل الظهر قصد تجنبها، والأوضاع الواقية له قصد اتباعها. أما الجراحة فلا يتم اللجوء إليها إلا في حالات نادرة (أقل من 5 في المائة) وذلك عند استعصاء الشفاء لمدة لا تقل عن 6 أسابيع من العلاج الطبي أو عند ظهور أعراض مفاجئة تدل على وجود مضاعفات للمرض.